٢٦ ديسمبر ٢٠٠٥

 

لآلئْ أهْل الخِرْقَةْ (بهاء جاهين)

لا أشربُ الخَمْرَ .. لا زُهْداً ولا طَاعَةْ
ولكن لأن دَمِي نَبيذٌ مُعَتَّقْ.

حَسِبْتُ أن لي في القَبرِ رَوْضَةً
فرأيتُ أنني.. أنا رَوْضَةُ قَبْري.

لا أفتحُ البَابَ ولا أُغْلِقُهْ
أترُكُهُ مُوَارَبَاً.. ليَدْخُلَ حَبيبي.

الوجودُ الفِعْليُّ ما الوجودُ الفِعْليّْ؟
إنهُ اللَحْظَةُ التي أنتَ فيها.

الوَاقِعُ ما يَقْعُ على الثَوْبِ فيُغسَلْ
والوَهْمُ.. هوَ احْتِرَامُ الوَاقِعْ.

لو أن لي ألفاً من الأجنحةْ
لاخترتُ الجُلوسَ على الرَصِيفِ.. غائباً.

لأنني مَلِكٌ.. وشَحَّاذٌ
لا أعْرِفُ الفَرْقَ بينَ الشَحَّاذِينَ والمُلُوكْ.

كُلُ مَا تُنبتهُ الأرضُ هَشيمٌ مُحْتَرِقْ
وكُلُ مَا يَدْخُلُها عُرْسٌ ودُفْ.

مِيلادي سَيَأتي، وجِنَازَتي
تَسيرُ أينَما سِرْتْ.

التَفَتُحُ القَاسِي لقَلبِ وردةْ
أشَدُ بَطْشاً بها من الذُبُولْ.

إن كُنْتَ دَاءً أيُها المُقْتَحِمْ
فلعنةُ اللهِ على الدَوَاءْ.

أدْمَاني حَريرُ الثَوْبِ
فَلَبِسْتُ خِرْقَةُ صُوفْ.

سَعِيدٌ.. لأني بِلا مَأوَى
والسَمَوات والأرض بَيْتِي.

أتَسَوَلُ الرَغِيفْ
وفي قَلبي خَزَائنُ السَلْطَنَةْ.

لَيْتَ الحَبيبُ يَزورُنْي مَرَةْ
فَقَدْ غَابَ عَنْي.. دقيقةْ.

حَبيبي أَضْألُ زَهْرةٍ في المَرْجْ
في قَلبِها.. تَدُورُ أقْطَارُ النُجُومْ.

سألتُُ حَبيبي.. ما اسْمُك؟
فَغَادَرَني.. ولا اسْمَ لي.

أجْمَلُ الغِنَاءْ أن تُغَني
حَتَى تَصِيرَ أنتَ الأُغْنِيَةْ.

الشمسُ تَدْخُلُ من شُبَّاكٍ قَديمْ
فيُنيرُ بِها الرَصِيفُ.. في هذا الليْلْ.

قَبَضْتُ كَفْي على بَعْضِ الحَصَى
وفَتَحْتُها.. فإذا فيها عُشرونَ لؤلؤةْ.

____________________
بهاء جاهين - من ديوان: حكاية المُهلهل مع ملك الزمان

التسميات: ,


تعليقات (9):

  Blogger حـدوتـة قال/قالت:

سبقتني :)

٢٦/١٢/٠٥ ١٦:٠٠
 
  Blogger محمود عزت قال/قالت:

قَبَضْتُ كَفْي على بَعْضِ الحَصَى
وفَتَحْتُها.. فإذا فيها عُشرونَ لؤلؤةْ.

الله!

كأني أسمعها اللحظة..

٢٦/١٢/٠٥ ١٨:٣٤
 
  Blogger عمرو قال/قالت:

حدوتة: إيه ده! مكنتش أعرف إنك حتنشري دي برضه :)

محمود: هو آداء بهاء عموماً وبالذات للقصيدة دي فعلاً بيعلّق في الودان .. أنا سعيد إنك قدرت تيجي الأمسية :)

٢٦/١٢/٠٥ ١٨:٥٣
 
  Blogger Tamer Nabil Moussa قال/قالت:

شكرا على المشاركة والعرض الطيب


وفقنا الله لما فية الخير

مع خالص تحياتى

٣/١/٠٦ ١٦:٢٧
 
  Blogger خوليو قال/قالت:

سعيد لأننى بلا مأوى
والسموات والأرض بيتى
..
الله

٦/١/٠٦ ٠١:٣٤
 
  Blogger السهروردى قال/قالت:

أنا سمعت القصيدة ديه فى الأمسية الشعرية اللى عملها بهاء فى ساقية الصاوى و عجبتنى جدا و أظن أن أجمل جزئية فيها

أجْمَلُ الغِنَاءْ أن تُغَني
حَتَى تَصِيرَ أنتَ الأُغْنِيَةْ.

شكرا

١٦/١/٠٦ ٢٢:١١
 
  Blogger أبوشنب قال/قالت:

رائــــــــــــــــــــــع

١/٢/٠٦ ٢١:٤٥
 
  Blogger باسم قال/قالت:

تبدو هذه القصيده و كأنها خارجه لتوها من آتون التجربه الصوفيه لتضع نفسها بين يدى العارف بالله ( بهاء جاهين ) .. الديوان ( حكايه المهلهل و ملك الزمان ) يؤكد ثراء تجربه بهاء جاهين الشعريه و صوته المتفرد .. بعيدا عن أوهام الحداثه و الولع المسرف بالمغايره .. هنا الشعر هو الشعر .. يجاهر بأسئله الهويه و يفرض قانونه الخاص

٣٠/١٠/٠٦ ٠٦:٤١
 
  Blogger Eman قال/قالت:

مساء أرهف فيه أسماعي

لصمتك قبل صوتك

كذاك

المساء الذي أرفع فيه أنظاري

لكوكبٍ أطل من السماء ,

وأومأ على الحياء بالحياء .

نرتقب قدومك أيها الأدبي

لتوقد فينا بعض مافينا؟؟

فالحرف يتبختر . .

حينك قراءه ,

ويلبسك ثوب الخيلاء ,,

ويركب بحر الكلام رهواً حتى وإن نضب الماء !

وتساقطت نقاطه عناء ؟!

حتى وإن تجرد الحرف من

الحركات [ ٍ ً ٌ ]

فإليك تهفو السكنات

وفي حضورك تنمو البسمات ..

أسعدني كثيراً قراءتي لهذا الموضوع,

أشكرك شكراً جزيلاً

لروحك الجمال ,,

قصدية رائعة

تحيات :
عصفورة الحرمان

www.lovebird-mylife2001.blogspot.com

٢٥/١٢/٠٧ ٢٢:٤٦
 

إرسال تعليق

أول الشارع >>